لنجعل من 8 آذار يوماً للنضال من اجل تحقيق المساواة الكاملة

بين المرأة والرجل وفي جميع المجالات

 

تحتفل البشرية المتمدنة في 8 آذار من كل عام بيوم المرأة العالمي. انه يوم نضال النساء في جميع انحاء العالم. ا نه يوم تمارس فيه النشاطات والفعاليات التي تدعو وتساند مطلب المرأة في تحررها ومساواتها الكاملة مع الرجل في كل الجوانب. الملايين من البشر يخرج الى الشوارع دعما لمطلب المساواة الكاملة بين المرأة والرجل ويرفعوا شعاراتهم المطالبة بتخصيص يوم المرأة كعطلة رسمية. وتلقى القوى والمنظمات التحررية والمساواتية الكلمات وتهتف الشعارات التي تطالب بتحسين اوضاع المرأة ومنع اظطهادها وحرمانها والتمييز ضدها في كل انحاء العالم. هذا اليوم هو مناسبة حية تذكر العالم بان المساواة الكاملة بين المرأة والرجل مازال هدفا تسعى اليه البشرية المتمدن بكل منظماتها التحررية والمساواتية والعلمانية والراديكالية التي تمثل مطالب النساء في كل انحاء العالم.

 

وفي الوقت الذي تزداد فيه مطالبة الجماهير وقواها الراديكالية والانسانية بالمساواة وتحسين اوضاع المرأة المتردية في العالم فان النساء في العراق يواجهن وضعا مترديا وهو يتراجع باظطراد وتسوء اوضاع النساء فيه الى درجة مقلقة. فاظطهاد النساء ازداد في العراق نتيجة سيطرة وصعود قوى الاسلام السياسي والقوى الرجولية الرجعية والتي  تديم من عبودية المرأة وتراجع وضعها على المستويين الفردي والاجتماعي. وفي الكثير من مدن العراق تزداد الاعتداءات على النساء؛ في الشارع والمنزل والمدرسة والدوائر والمعامل. واصبح مجرد الخروج الى الشارع بالنسبة للمرأة بمثابة مغامرة مرعبة واشبه بالكابوس اليومي في معظم مدن وقرى العراق. ان الحملة الدموية المجرمة التي ترتكبها قوى الاسلام السياسي في البصرة شاهد على وضع المرأة المتردي بشكل فظيع في العراق. ومن جهة اخرى تعاني النساء من القتل والعنف وبشكل روتيني في مدن اربيل والسليمانية وبغداد والانبار ومدن جنوب العراق. ان قتل الشرف ممارسة يتباهى بتنفيذها العشائريون والاسلاميون في العراق دون حتى مسائلة السلطات الحاكمة لتلك القوى او محاسبتها. ففي مدن كردستان العراق امتلأت المستشفيات وبظل الحكومة القومية الكردية بالنساء والفتيات الصغيرات التي لم يبق امامهن أي خيار للاخلاص من الاظطهاد والتعسف والظلم الرجولي سوى باللجوء الى حرق انفسهن. ان القوى القومية الحاكمة في كردستان وسلطاتها تشكو من امتلاء المستشفيات بالنساء بينما وجود ظاهرة الانتحار حرقا للتخلص من جحيم حياتهن لا تشكل أي شئ ملفت لنظر تلك القوى.

 

ومن جهة اخرى فان المرأة تهمش وتبعد عن الحياة العامة من قبل القوى السياسية المسيطرة على الاوضاع في العراق عن كل مجالات الحياة وتمنع من تطوير وضعها سواء في الدراسة او العمل او أي وسيلة تهدف الى تحسين حياتها ووضعها الانساني. لقد اثر اجبار المرأة على التقوقع في المنزل خوفا من الاوضاع الامنية ومن الرجولية ومن همجية الاسلام السياسي ووحشية القوى القومية الرجعية وقيمها العشائرية، سلبا على العائلة واصبحت المرأة نتيجة لهذا العزل والتهميش والملاحقة والاهانة ضحية للعنف المنزلي. فهي تتعرض داخل المنزل الى الضرب والاهانة والعنف اللفظي وتجبر في العديد من الحالات على الزواج من شخص لا ترغب به وتحرم من كل انواع الحريات والحقوق ومنها حق اختيار ملبسها وتجبر على ارتداء الزي الاسلامي -الحجاب.

 

ان معاناة المرأة العراقية جزء من معاناة المرأة في الدول التي تخضع للاسلام السياسي والقوى القومية والعشائرية وبدرجات مختلفة وحسب رجعية السلطات الحاكمة كما هو الحال مثلا في السعودية وايران وغيرها حيث اصبحت ممارسات متمدنة كاهداء الورود الحمراء في اعياد الحب ممارسة محرمة في اعراف وقوانين تلك الدول لانه يشيع العلاقات الانسانية بين الرجل والمرأة واصبحت تلك العلاقة جريمة يعاقب عليها قانون تلك الدول باشد الاشكال. وفي العديد من الدول تعاني المرأة وحسب احصائيات رسمية الى الضرب المنزلي والى الحرمان من الحقوق المتساوية والى المنع من الدراسة وغيرها من الحرمان من الحقوق.

 

ان اظطهاد المرأة واهانتها واظطهادها بل وقتلها هو السلاح الاكثر فعالية والاكثر تمييزا لحركة الاسلام السياسي في العديد من البلدان الخاضعة لسيطرة تلك الحركة البربرية. اصبحت بعض السلطات والحكومات تمارس نفس القدر من البربرية والعنف ضد المرأة لا لشئ الا  ليثبتوا لقوى الاسلام السياسي بانهم ايضا قادرين على لجم المرأة واظطهادها لاثبات اسلاميتهم و تمسكهم بقيم الدين الاسلامي الرجولية. لقد اصبحت جريمة قتل الشرف تمارس من قبل الرجال ضد النساء حتى في مجتمعات الغرب ككندا والسويد وبريطانيا. فمعيشة النساء في مجتمعات  الغربية والتي استطاعت المرأة فيه الحصول بنضالها على قدر اعلى من الحرية والحقوق يرعب قوى الاسلام السياسي والعشائريين لذا فانهم يلجون الى قتل الفتيات والنساء اللواتي يطالبن بالتمتع بحرياتهن من اجل اثبات الولائهم لقوى الاسلام السياسي. ويمارس هذا القتل من قبل احد افراد العائلة كالاب او الشقيق او الزوج بحجة الحفاظ على الدين والشرف وغيرها من القيم الرجولية والعشائرية والاسلامية المتخلفة والتمييزية.

 

ان الحل الوحيد المتاح للنساء من اجل التخلص من هذه الاوضاع التمييزية ومن الاظطهاد الجنسي ومن الرجولية وقيم الاسلام السياسي والعشائرية ودفع حياتهن نحو المزيد من المساواة والحرية والسعادة يكمن في تصعيد نضالهن وتشديده جنبا الى جنب القوى الانسانية والمتمدنة على صعيد العالم من اجل تحقيق المساواة الكاملة للمرأة بالرجل. ان العديد من المنظمات الراديكالية والتحررية والمساواتية والاشتراكية قد اخذت على عاتقها النضال من اجل مساواة المرأة بالرجل .  ان منظمة تحرير المرأة في العراق تعتقد ان قضية مساواة وحرية المرأة في العراق لا تنفصل عن قضية نضال وتحرر الانسانية من الاستغلال والحرمان وانعدام الحقوق. تناضل منظمة تحرير المرأة في العراق وتقف في الصف الاول من اجل المساواة والحرية لنساء العراق. تناشد منظمة تحرير المرأة الملايين من النساء والتحرريين والاشتراكيين والعمال والمساواتيين والعلمانيين وكل من يعتقد بحرية ومساواة المرأة الى الانظمام الى هذا الصف النضالي الطليعي من اجل تقويته وتدعيمه. لنعمل معا من اجل عالم تعم فيه المساواة الكاملة للمرأة بالرجل.  في يوم المرأة العالمي تطالب منظمة تحرير المرأة في العراق بالمطالب التالية:

 

1)      المساواة الكاملة للمرأة بالرجل وفي جميع المجالات وعلى كل الاصعدة في العراق

2)      تأمين الضمان الأجتماعي للمرأة العاطلة عن العمل

3)      فصل الدين بشكل كامل عن جميع اجهزة الدولة والتربية والتعليم

4)      اعتبار 8 آذار يوم المرأة العالمي يوم عطلة رسمية في العراق

5)      الوقف الفوري للعنف والقتل الاجرامي لقوى الاسلام السياسي والقوميين ضد المرأة وتقديم الفاعلين والمجرمين الى المحاكمة

 

عاشت المساواة الكاملة للمرأة بالرجل

عاش الثامن من اذار يوم المرأة العالمي

 

منظمة تحرير المرأة في العراق

18-2-2008