بيان الحزب الشيوعي العمالي الايراني حول انتخاب محمود أحمدي نجاد

 

الجمهورية الاسلامية في ايران:

الانتخابات المزيفة والانقلاب العسكري المخملي للفصيل اليميني

 

ان "انتخاب" احمدي نجاد تضع نهاية فضائحية للانتخابات الرئاسية المزيفة للجمهورية الاسلامية. انها فضائحية، ليس بسبب فضح الغالبية الواسعة من جماهير ايران الذين عارضوها وفضحوها بل بسبب النظام الحاكم بكليته واؤلئك الذين ايدوا المشاركة فيها بكل طريقة وشكل.

 

 انتخاب احمدي نجاد يمثل عجز النظام الايراني ويأسه ازاء تنامي الحركة الثورية في ايران. لقد تم جلب اللب الاكثر رجعية في النظام الى السلطة بناء على تقييم صائب بان رفسنجاني غير قادر على كبح جماح الحركة الشعبية والتقليل من ازمة الحكومة ولكن تحت الوهم العقيم بان ذلك بمستطاع مرشحي حزب الله . ان تلك العملية تشبه الانقلاب العسكري من قبل الفصيل المتطرف لليمين ولكن باكثر الاشكال غباءً. انه مشابه للانقلاب العسكري لانه اجراء مفاجئ من قبل جناح حزب الله للنظام لمركزة السلطة في ايديه وازاحة الامور باتجاه الاستبداد السافر والمفتوح  تجاه الجماهير المعترضة. وهو اجراء غبي لان الموقف السياسي الموضوعي لن يتيح لهذا الجناح بان يفعل ذلك بل على العكس سيكون رد فعل مضاد له.

 

واذا ما كان الجناح اليميني وسياسة الاستبداد السافر والمفتوح والمباشر دون اللجوء الى " الاصلاح" و"التغيير الثوري" له نصيب في استفزاز المجتمع لما نشأت الحاجة اصلاً الى حركة الثاني من خرداد او الجناح المسمى اصلاحي. لقد انتهت صلاحية هذا الدرع الواقي اليوم وفقد كل قيمته، مما سيؤدي الى المزيد من اضعاف قدرة النظام على الاظطهاد. انهم يعرفون ذلك جيداً ولكنهم لا يملكون اي بديل اخر.

 

ان الانقلاب العسكري المخملي لمناصري النظام من جماعة حزب الله والذي حدث بفعل صناديق الاقتراع بدلا من دوران سلاسل الدبابات واستعمال السلاح هو عمل من اعمال اليأس أكثر منه اظهار للقوة.

 

لقد مضت مدة منذ ان صار احتراب الفصائل جزء لا يتجزأ من النظام بينما مايزال الحكم عاجزاً عن احلال النظام بين صفوفه. وعن طريق ازاحة المرشحين المعروفين من خلال الدفع بمرشحي حزب الله ذوي الماضي غير المعروف سيكون هنالك انقسامات اعمق بين صفوف النظام. وحتى لو استطاع الحكم ان يحل مسألة احتراب الفصائل تلك من خلال اخضاع كل عصاباته لأحمدي نجاد، فأن المجتمع لن يتسامح بشأنه. ذلك أمر مؤكد. ان ازمة الحكومة لم تبدأ بالانتخابات ولن تنتهي بها ايضا بل ستتعمق وتزداد تأكيداً. ان رئيسا يدعى من قبل خصومه: فاشي ومن جماعة طالبان وتم " انتخابه" بطريقة فضائحية سافرة من خلال التصويت المقيد بالسلاسل يوضح جليا مدى لا شرعية النظام الاسلامي برمته. ان "الانتخابات" التي كان من المفترض ان تجلب الشرعية قد تم تعريتها من قبل الجماهير كونها عملية تزوير و كذبة كبرى. ان احمدي نجاد والذي تم سحبه هو الاخر من صناديق الاقتراع لا يمتلك اية شرعية حتى بين صفوف النظام نفسه. بهذه الانتخابات- المزحة فان النظام سيزداد عزلة ومقتا وتشتتاً وضعفا تجاه جماهير كلها لهفة للتحرر واقترابا من النصر.

 

ان النتيجة الاخرى " للانتخابات" كان تنامي الصفوف المؤيدة للثورة والشرعية المتنامية للسياسات الراديكالية والثورية ازاء مجمل النظام الاسلامي وازاء من يسمون بالمعارضة الاصلاحية والقومية - الاسلامية. لقد اصبح جليا للجميع بانه مادام النظام الاسلامي في السلطة، فأن الانتخابات والاستفتاءات ليست الا تمرينات عقيمة وفارغة وبأن اصلاح النظام الاسلامي عبث. مع هذه " الانتخابات" فان اخر الاوهام والامال بتحسين الوضع بأية طريق غير طريق الثورة والتغيير الراديكالي قد تم فقدانها ويكون اليسار والمنظور الراديكالي قد نالا حظوة لدى الجماهير. ان " الانتخابات" ونتائجها المؤسفة قد خلقت الشروط لتقوية وتقدم الافكار الثورية والحزب الشيوعي العمالي الايراني بمثابة حزب الطليعة السياسية على صعيد اجتماعي وجماهيري.

 

ان الحزب الشيوعي العمالي الايراني يدعو الطبقة العاملة وجماهير ايران لاحداث الثورة ضد الجمهورية الاسلامية في ايران والى انشاء مجتمع حر ومتساو وانساني.

 

حرية ، مساواة، حكومة عمالية !

عاشت الثورة !

نحو جمهورية اشتراكية !

 

الحزب الشيوعي العمالي الايراني

في 25 حزيران 2005